آخر الأحداث والمستجدات
الإعلام البديل تحدي سوسيو ثقافي بإقليم إفران
إن نمط العيش الاقتصادي والاجتماعي بإقليم إفران ، جعل من البنية السوسيو ثقافية تعرف تنوعا كبيرا ، نظرا للتشكيلة الجغرافية للمنطقة و التي ترتكز بالأساس على النمط القروي ، الذي يضم في مجمله 8 جماعات قروية و جماعتان حضريتان ، تتشكل غالبيتها من قبائل أمازيغية أطلسية ، تعيش على النمط الاقتصادي التقليدي من الفلاحة والرعي هذا الأخير الذي يشتهر إقليم إفران و منطقة تيمحضيت من خلاله بإنتاج سلالة «أغنام تيمحضيت» والمعروفة بجودتها، بالإضافة إلى الإقبال على الفلاحة العصرية و السياحة الإيكولوجية .
النمط السوسيو ثقافي بإقليم إفران ، تميزه اللغة الامازيغية الأطلسية التي تعد إحدى مميزات المنطقة رغم الاختلافات القبلية و العادات السائدة، من قبيلة لأخرى من حيث نوعية اللباس و التقليد المتعارف عليه في الأفراح و المناسبات ، و الأهازيج الشعبية التي تغني المنتوج الثقافي بالمنطقة. بالإضافة إلى تنوع التراث الثقافي فإقليم إفران يعرف أيضا غنى وتنوع طبيعي ، حيث يحتضن في مجمله خليطا ثمينا من الغابات التي تضم هي الأخرى (شجرة الأزر والبلوط الأخضر ...) ، بالإضافة إلى الأصناف الحيوانية التي يعد إقليم إفران موطنا لها، أبرزها (القردة صنف زعطوط) والخنزير البري والثعالب البرية (...) ، بالإضافة إلى مجموعة من الطيور و الزواحف والأسماك (...).
ظهور الإعلام البديل ، في إقليم إفران هو في حد ذاته سد للخصاص ، الذي تحتاجه هذه البقعة الجغرافية التي تنتمي إلى المسمى استعماريا ب«المغرب الغير النافع» ، والتي لم يعطها الإعلام الحكومي نصيبها من الاهتمام و الإشعاع الإعلامي والتعريف بمؤهلاتها الثقافية و البيئة ، هذه الأخيرة التي حظيت من خلالها لؤلؤة الأطلس «مدينة إفران» بتتويج عالمي كثاني أنظف مدينة من حيث المناخ وصفو المياه (...) ، مميزات حبا الله بها المنطقة تتطلب تأطير الشباب والمقبلين بكثافة على الاتصال بشبكات الإنترنت ، و مواقع التواصل الاجتماعي على وجه الخصوص التي أبانت عن نجاعتها في تعبئة الجماهير و ممارسة «سلطتها الرابعة» ، ساهمت سياسيا في إقالة و استقالت مجموعة من الوجوه ، واجتماعيا بدعم و مساعدة بعض الأسر و المرضى ، وحقوقيا بإيصال صرخات المظلومين إلى دواوين المظالم ، إنه بالفعل فضاء اجتماعي ثقافي يمكن إعماله و استعماله في تنمية المنطقة ، و التعريف بمؤهلاتها الثقافية والحضارية وطنيا ودوليا ، و تفعيلا لهذا الغرض عرف إقليم إفران في السابق واللاحق ، الإقبال على بعض المبادرات الفردية ، في مجال التدوين و الصحافة الإلكترونية ، مبادرات محتشمة لم تجد الفضاء الأرحب لها ، نظرا لغياب الوعي المجتمعي والتأطير السياسي و الجمعوي ، وغياب الثقافة الحقوقية التي تخفف من الخوف من المقالات الصحفية ، و حتى من الضغط على أزرار (الجمجمات) ، أو المشاركة في إثراء النقاش بتعاليق تصب في صلب الموضوع داخل مواقع التواصل.
إن الإعلام الإلكتروني (البديل)، في حد ذاته تحد ثقافي هوياتي ، يعمل على تطبيق الأجناس صحفية في كافة المواد، من أجل عقلنة استعمالها و تجنيبها الطيش والخروج عن هدفها النبيل الذي هو التنمية المستدامة و إحقاق العدالة الاجتماعية ، وممارسة سلطتها الرقابية على التدبير الإداري لمؤسسات الدولة، ومحاربة كل أشكال الريع و الفساد ، بالإضافة إلى إعمال الوسائل التقنية الحديثة ، «السمعي البصري» ، لوضع المتتبع في الحقائق الجوهرية للموضوع المادة الإعلامية ، و التعريف بالمؤهلات الحضارية والثقافية للمنطقة، خصوصا في منطقة بحجم إقليم إفران من حيث الثروات و المؤهلات السياحية ، التي و للأسف أجملها الإعلام الحكومي ، في «أسد إفران» و «ثلوج ميشليفن».
إن تنظيم الإعلام الإلكتروني و عقلنة استعماله ، يتم عن طريق تأطير النخب و توجيهها و البحث في الثانويات و الكليات عن المواهب ، و تنشئتها على أساليب الكتابة والبحث والتنقيب عن الخبر، في إطار دورات تكوينية تشمل تعليم أنواع و أساليب الكتابة الصحفية ، بالإضافة إلى تقنيات التصوير الفوتوغرافي ، لتعزيز المواد الإعلامية بالأدلة والبراهين العملية حفاظا على أخلاقية الممارسة الإعلامية، وسمعة المنطقة التي تعيش غالبها على عائدات السياحة المحلية، و المساهمة الخلاقة في تدبير الشأن المحلي والإقليمي ، والترويج للمؤهلات السياحية بجودة و كفاءة عالية بعيدا عن كل أشكال الاسترزاق وتسييس المحتويات لخدمة المصالح الشخصية .
الكاتب : | عبد السلام أقصو |
المصدر : | هيئة تحرير مكناس بريس |
التاريخ : | 2016-01-05 15:26:57 |